Thursday, June 23, 2011

علم البيان


المقارنات التشبيهات من حيث ابداعها


 -المقارنة الأولى-

 ١  )  قال أحمد شوقي:
          قف بتلك القصور في اليم غرقى ****** ممسكا بعضها من الذعر بعضا
      
كعذارى أخفين في الماء بـضا ****** ســـابحات به وأبدين بضا
٢    وقول البحتري : 
        
قصور كالكواكب لامعات ****** يكدن يضئن للساري الظلاما 
·       في مثال الأول، جعل أحمد شوقي القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق، وتلك صورة توحى بالذعر والفزع. وشبه الشاعر القصور قد اختفى جزء منها في الماء و ظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفى جزء من أجسامهن وظهر جزء .وعوجه الشبه هنا حالة الغرق وهو مذكور بوضوح. والتركيز في الحقيقة على مقدار الغرق. وإذا كان مقدار الغرق يجده في حالة الفتيات سابحات أخفين وأبدين، فهذا يدل على مقدار الغرق القصور هنا ليس بالغرق تماما.
·       و في مثال الثاني، عمل البحترى على أن يجد مثيلا للقصور فيها صفة الضياء واللمعان، فرأى أن الكواكب تتجلى فيها هذه الصفة فماثل بينهما وبين هذه المماثلة بالحرف ( الكاف ).
والإبداع في رأيي أقوى في البيت الذي ألقاه أحمد شوقي، من تأملي، لكي يحصل على التشبيه، استخدم الشاعر أسلوب التشخيص وهو من سر الجمال التشبيه. وبالزيادة، لقد رسمالشاعر في البيت لوحة زاخرة بالحياة والحركة مثل حركة الحال في القصور ( مممسكا بعضها ) وحركة الحال الفتيات ( أخفين وأبدين ).

-       المقارنة الثانية -
١)  قال يزيد بن معاوية :
          وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت***ورداً وعضت على العناب بالبرد
٢ ) وقول الشاعر : 
              يا من له شعرُ كحظي أسودُ *** جسمي نحيلٌ من فراقكَ أصفرُ
·       في مثال الأول، هنا الشاعر قام بوصف حبيبته وهي تبكي فشبه الشاعر دموعها باللؤلؤ و عينها بالنرجس و خديها بالورد و وشفاتيها بالعناب وأسنانها بالبرد أي الثلج، وتلك صورة توحى بالجمال .ووجه الشبه هنا جمال الشئ.
·       و في مثال الثاني، شبه الشاعر الشعر بالحظ. والصفة المشتركة بينهما السواد. فالسواد يوجد في المشبه حقيقةً ولكن لا يوجد في المشبه به إلا عن طريق التأويل والتخييل لأنه ليس من ذوات الألوان.
والإبداع في رأيي أقوى في مثال الثاني ، لأن لكي يحصل على التشبيه، الشاعر لا بد باتخيل والتأول.

-المقارنة الثالثة -

١) قال الشاعر:
    أنا نار في مرتقى نظر الحا******سد ماء جار مع الإخوان:
٢ ) وقول الشاعر : 
   كأنما الماء في الصفاء******وقد جرى ذائب اللجين
·       في مثال الأول، هنا الشاعر شبه نفسه نارا في نظرة الحاسد و ماءً في نظرة الإخوان يجيره.         فوجه الشبه في التشبيه الأول هو ارتقاء النظرة ووجه الشبه للتشبيه الثاني هو الإطمئنان.
·       و في مثال الثاني، عمل الشاعر على أن يجد مثيلا للماء الصافى تقوى فيه صفة الصفاء، فرأى أن الصفة الذائبة تتجلى فيه هذه الصفة فماثل بينهما وبين هذه المماثلة بالحرف ( كأن ).

والإبداع في رأيي أقوى في مثال الأول ، هناك التشبيهان ، والتشبيه الثاني يقابل بما قصد به الأول وفي نفس الوقت يجعل التشبهين واضحة من حيث المعنى.

-المقارنة الرابعة -

١) قال الشاعر:
    كأن أخلاقك في لطفها******ورقة فيها نسيم الصباح
٢ ) وقول الشاعر  : 
    وأرض كأخلاق الكرام قطعتها ****** وقد كحل الليل السمَاك فأبصرا
  
·       في البيت الأول، وجد الشاعر شبه أخلاك صديقه دمثة لطيفة ترتاح لها النفس. فعمل على أ، يأتي لها بنظير تتجلى فيه هذه الصفة وتقوى، فرأى أن نسيم الصباح كذلك فعقد المماثلة بينهما.         
·       و في البيت الثاني، شبه الشاعر الأرض بأخلاق الكرام. في الحقيقة ليس لهما التشابه, تخيل  الشاعر أخلاق الكرام شيء له سعةٍ والأرض لها صفة السعة أيضا. ووجه الشبه هو سعة الشئ.
والإبداع في رأيي أقوى في مثال الثاني ، التشبيه هنا نحتاج إلى التأول في الذهن، لأن لو نظرنا سطحيا فقط لا نستطيع أن نحصل إلى التشابه بين الطرفي، لا بد بالتخيل والتأول.


-المقارنة الخامسة-


١) قال ابن المعتز:
قد انقضت دولة الصيام وقد******بشّر سقم الهلال بالعيد
يتلو الثريا كفاغر شره******يفتح فاه لأكل عنقود
٢) وقال السري الرفاء :
وكأن الهلال نون لجين*****غرقت في صحيفة زرقاء
·       في المثال الأول، شبه الشاعر صورة الهلال والثريا أمامه بصورة شره فاتح فاء لأكل عنقود من العنب. ووجه الشبه ، هو صورة شئ مقوس يتبع شيئا آخر مكونا من أجزاء صغيرة بيضاء.

·       وفي المثال الثاني، يشبه السري حال الهلال أبيض لماعا مقوسا وهو في السماء الزرقاء ، بحال نون من فضة غارقة في صحيفة زرقاء ، فوجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد ، وهو وجود شئ أبيض مقوس في شئ أزرق.

والإبداع في رأيي أقوى في مثال الثاني ، التشبيه هنا نحتاج إلى التأول و الترسم حال نون من فضة غارقة في صحيفة زرقاء و حال الهلال أبيض لماعا مقوسا وهو في السماء الزرقاء في الذهن، لأن لو نظرنا سطحيا فقط من المشكلة أن نحصل إلى التشابه بين الطرفي، لا بد بالتخيل والتأول والترسم.





-المقارنة السادسة-


١) قال المتنبي:

كرم تبين في كلامك مائلا******ويبين عتق الخيل من أصواتها

٢) وقال المعري :

أنت كالشمس في الضياء وإن جا******وزت كيوان في علو المكان

·       في البيت الأول، شبه الشاعر حال الكلام  وأنه ينم عن كرم أصل قائله، بحال الصهيل الذي يدل على كرم الفرس. ووجه الشبه، هو دلالة شئ على شئ.
·       و في البيت الثاني، شبه الشاعر ممدوحه بالشمس في ضياء الوجه متلألئ والإشراق.
والإبداع في رأيي أقوى في مثال الأول ، التشبيه هنا نحتاج إلى التأول في الذهن، لأن لو نظرنا سطحيا فقط لا نستطيع أن نحصل إلى ما قصد الشاعر وبالإضافة هذه التشبيه الضمني لا يأتي طرفي التشبيه بالصراحة ولا مباشرة ، لا بد بالتأول و التفكير عميق.



-المقارنة السابعة-



١) قال أحمد شوقي:
كالتبر أفقا، والزبرجد ربوة،******والمسك تربا،واللجين معينا

٢) وقال  الشاعر:
أنت كالبحر في السماحة والشم******س علوا والبدر في الإشراق

·       في البيت الأول، وصف الشاعر صفة الجزيرة بأربعة صفات :
الأولى، إن أقفها يبدو أمام عينين بصفرته :انه قطعة من الذهب الصافي. والثانية، إن ربوتها تطالع بخضرتها الزاهية كأن الزبرجد يغطيها. والثالثة، إن ترابها طيب كالمسك. ولأخيرة، إن ماءها يجري صافيا كأنه الفضة الخالصة.
·       و في البيت الثاني، وصف الشاعر ممدوحه بالبحر في السماحة و بالشمس في علو وبالبدر في  الإشراق. كل ما يشبه الشاعر وهو مذكور بوضوح في البيت.
والإبداع في رأيي أقوى في البيت الأول ، التشبيه هنا  لا يتوصل إليه بسهولة، فعقد المماثلة يحتاج إلى التأول في الذهن. وشئ آخر الذي يؤدي إلى روعة هذا البيت، أتى الشاعر المشبه به مركبا من ا لمشبه مفردا.

-المقارنة الثامنة-

١) قال معروف الرصافى:
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها****واصفر كالورس من جوع محياها

٢) وقال  المتنبي:
إذا نلت منك الود فالمال هين***** وكل الذي فوق التراب تراب

·       في البيت الأول، إن هذه الأرملة تبكي بحرارة حتى احمرت عيناها، وشحب وجهها من الجوع. فشبه الشاعر اصفرار وجهها من النحافة والشحوب نتيجة الجوع بالورس.
·       و في البيت الثاني، شبه الشاعر كل الذي فوق التراب بالتراب.ووجه الشبه هنا نفس المكان.  
والإبداع في رأيي أقوى في البيت الأول ، التشبيه هنا  لا يتوصل إليه بسهولة، فعقد المماثلة يحتاج إلى التأول في الذهن. وشئ آخر الذي يؤدي إلى روعة هذا البيت، أتى الشاعر المشبه به مركبا من ا لمشبه مفردا. 



-المقارنة التاسعة-


١) قال المتنبي في سيف الدولة:
يهز الجيش حولك جانبيه******كما نفضت جناحيها العقاب

٢)قال المتنبي في الرثاء:
وما الموت إلا سارق دق شخصه*****يصول بلا كف ويسعى بلا رجل

·       في البيت الأول، يشبه المتنبي صورة جانب الجيش : ميمنته وميسرته ، وسيف الدولة بينهما، وما فيهما من حركة واضطراب. بصورة عقاب تنفض جناحيها وتحركما، ووجه الشبه هنا ، وجود جانبين لشئ في حال حركة وتموج.
·       و في البيت الثاني، شبه الشاعر الموت باللص الخفى الأعضاء. ووجه الشبه هنا الخفاء وعدم الظهور.
والإبداع في رأيي أقوى في البيت الأول، لأن ليس بسهولة الاتصال الى من قصد الشاعر لأن هنا التشبيه من نوع مركب. لا بد بالتأويل.



-المقارنة العاشرة-


١) قال أبي العلاء المعري:
أبكت تلكم الحمامة أم غنت****على فرع غصنها المياد؟

٢) وقال  الفرزدق:
حلل الملوك لباسنا في أهلنا *****والسابغات إلى الوغى نتسربل

·   في المثال الأول، شبه الشاعر المرثؤ بالحمامة في المساواة الصوت. صوت الحمامة على غصنها لا ندري 
أ هي تبكي حزنا أم تغرد فرحا؟ فهو يحمل التعبيرين. وكذلك صوت الانسان وهو يعلن الخبر الأليم. لا
 يدري الشاعر فرقا بينها في الحالتين.

·  وفي المثال الثاني، شبه الفرزدق ملابس قومه الفاخرة بحلل الملوك.ووجه الشبه هنا شئ العظيم.
والإبداع في رأيي أقوى في المثال الأول، لأن الشاعر يستخدم أحساسه ليكون هذه أشياء تشبيها.

Sunday, January 3, 2010

أهلا وسهلا

أهلا وسهلا ومرهبا بك إلى موقعي بلوك.أتمنى أن ييستفيد كثيرا من الفائدة من موقعي إ ن شاء الله